الأربعاء، 13 مارس 2013

احمي طفلك من النزلات الشعبية

النزلات الشعبية أو ما يسمي «بالتهاب القضيبات الفيروسي» هو التهاب الممرات التنفسية الانتهائية للرئتين، وهو يختلف عن التهاب الممرات الكبيرة للرئتين، وعادة ما تحدث في الأطفال أقل من سنتين وبالأخص يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وستة شهور حيث تكون لديهم الممرات الهوائية أصغر في الرئتين.
ويقول الدكتور طاهر عبدالقادر أخصائي طب الأطفال: هذا الالتهاب يؤدي إلي حدوث تروم في الأغشية المخاطية مما يسبب ضيقاً في الممرات الهوائية وصعوبة في خروج الهواء منها، وتختلف النزلة الشعبية عن الالتهاب الرئوي حيث يصيب الالتهاب الرئوي الأنسجة الداخلية للرئة وتنشر النزلات الشعبية في الشتاء وخاصة من شهر نوفمبر إلي شهر مارس، وترجع أسباب النزلات الشعبية عند الأطفال في هذا السن «أقل من سنتين» إلي الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي «RSV» والانفلونزا وبار انفلونزا.
ويضيف الدكتور طاهر عبدالقادر: تبدأ الأعراض كأعراض نزلات البرد العادية كرشح بسيط في الأنف ثم تبدأ الكحة في الظهور وتكون في بدايتها خفيفة ثم تشتد بعد يومين من بداية ظهورها وارتفاع في درجة حرارة الجسم وتزداد بعد ذلك بزيادة الالتهابات وتبدأ عضلات الصدر تنسحب إلي أسفل كدليل علي إجهاد عضلات القفص الصدري وتظهر أعراض الإجهاد في الجهاز التنفسي العلوي بداية من الأنف حيث تتحرك خنايات الأنف إلي الداخل والخارج أثناء الشهيق والزفير، ومن الأعراض الشائع حدوثها الصفير الذي يسمع أثناء الزفير وذلك لضيق القصيبات الهوائية وتصعب تغذية الطفل في ظل هذه الأعراض حيث يرفض الرضاعة وذلك إذا أصبحت حالة الطفل حرجة ويبدأ القصور في وظائف الجهاز التنفسي ويبدأ الزرقان في الأطراف والفم عند الطفل بنقص الاكسجين في الفم ويمكن أن يصاب الطفل بجفاف في وجود النزلات الشعبية وفي عدم وجود الترجيع والإسهال ويرجع ذلك إلي عدة أسباب وهي ارتفاع درجة الحرارة وكثرة إفرازات الجهاز التنفسي وضعف الرضاعة وقد يحدث الترجيع بعد الكحة كثيرا وتظهر أعراض الجفاف في قلة البول وجفاف الفم وقلة الدموع ثم الإجهاد العام ويتمثل في عدم القدرة علي النوم والتوتر.
أما عن العلاج والوقاية من النزلات الشعبية فيقول الدكتور طاهر عبدالقادر: في الحالات المستقرة وهي التي تتميز بعدم وجود أعراض صعوبة التنفس ينصح فيها بالابتعاد عن الأتربة والغبار والتدخين وكثرة شرب السوائل الدافئة لتعويض الفاقد من سوائل الجسم كما أنها تساعد في إذابة البلغم والتخلص منه ويمكن في هذه الحالات استخدام مذيب البلغم وخافض للحرارة مثل بارا ستامول وإيبيروفين وتستخدم المضادات الحيوية إذا وجد احتمال الإصابة البكتيرية، أما إذا كانت الحالات غير مستقرة وتتميز بظهور أعراض صعوبة التنفس وأعراض إجهاد الجهاز التنفسي وزرقان الأطراف والفم فينصح بالتوجه إلي المستشفي حيث يتم العلاج بطرق أكثر فاعلية واستخدام موسعات الشعب الهوائية مثل إدرينالين الذي يساعد في تخفيف حدة التهاب القصيبات الهوائية والذي يعطي عادة عن طريق الجلسات التنفسية أو عن طريق حقنة تحت الجلد، كما يستخدم محلول سالبيتومول الموسع للشعب الهوائية والذي يخفف بمحلول الملح ويعطي في جلسة البخار، وكذلك يمكن استخدام الكورتيزون كحل فعال وخصوصا الكورتيزونات المائية أو كما يطلق عليها سريعة المفعول، ويستخدم الاكسجين لمن تظهر عليه أعراض نقصان الأكسجين كزرقان الأطراف والفم ويعطي الأوكسجين بتركيب 40- 60٪ ويتم عمل تحاليل غازات الدم بصفة دورية للاطمئنان علي حالة المريض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق