الثلاثاء، 7 يناير 2014

دليل الرضاعة للأم الجديدة

دليل الرضاعة للأم الجديدة :

تعتبر الرضاعة الطريقة الأمثل لتغذية الطفل الرضيع، حيث أنها تعتبر استمرارية طبيعية لطريقة تغذية الجنين في الرحم. لكن، وعلى الرغم من ذلك، فإن الكثير من النساء يتخوفن من الرضاعة بسبب عدم إلمامهن بأهميتها، أو نتيجةً لمحاولات إرضاع سابقة باءت بالفشل وسببت الشعور بخيبة الأمل.
إليكم بعض المعلومات الهامة للأم قبل أن تتخذ القرار بإرضاع طفلها

يلبي حليب الأم احتياجات الطفل بشكل كامل، ويحتوي على أجسام مضادة ومواد بيولوجية أخرى تقوي جهاز المناعة لديه، كما تساهم في الحفاظ على صحة الطفل بشكل كبير. تُظهر الأبحاث أن الأطفال الذين رضعوا بشكل طبيعي، هم أقل عُرضة للإصابة بالتهابات الأذنين، السكري، وغيرها من أنواع العدوى والالتهابات الأخرى.

كذلك، لوحظت نسبة أقل من حالات الموت في المهد بين الأطفال الذين رضعوا بشكل طبيعي.
تلعب طريقة إطعام الطفل دورا مركزيا في تحديد أنماط وعادات الأكل لديه على المدى البعيد. ففي حين تنمي الرضاعة الطبيعية عادة الأكل عند الحاجة والجوع فقط، فإن إطعام الطفل من الزجاجة يجعله يعتاد على أن يأكل حتى ينهي محتوى الزجاجة بالكامل. وقد أظهر بحث أجري من أجل إلقاء الضوء على الفروق بين الأطفال الذين رضعوا والذين لم يرضعوا، أن الأطفال الذين رضعوا بشكل طبيعي، كانوا في السن الأكبر، يأكلون إلى أن يشعروا بالشبع، بينما اعتاد الأطفال الذين لم يرضعوا طبيعيا على الأكل إلى حين إنهاء كل محتويات صحنهم من الطعام. تؤدي هذه العادات الغذائية إلى البدانة التي تميز جيل الشباب في القرن الـ21.
تؤدي الرضاعة لإفراز هورمون في جسم الأم، ويقوم هذا الهورمون، بدوره، بتحفيز إفراز الحليب من الثدي، كما أنه يؤدي إلى انقباض الرحم، وبالتالي إلى الحدّ من النزيف بعد الولادة.

على المدى البعيد، تكون الأمهات المرضعات أقل عُرضة للإصابة بتخلخل العظام (Osteoporosis) أو سرطان الثدي.
تختلف التقنية التي يستخدمها الطفل كي يرضع من الثدي، بشكل كلي، عن الطريقة التي يشرب بها الحليب من الزجاجة. من الممكن أن يؤدي اتباع كلتا الطريقتين لخلق حالة من البلبلةً لدى الطفل، وفي بعض الأحيان لرضاعة غير ناجعة. لهذا السبب، من الموصى به، في الأسابيع الأولى بعد الولادة، ومن أجل توطيد العلاقة بين الأم ووليدها، وتنعليمه طريقة الرضاعة الصحيحة، عدم إعطائه مصاصة مطاطية، إذ أنها تجعل الطفل يعتاد على أسلوب امتصاص مختلف.
يكون حليب اللبأ (Colostrum) مركزاً، ويتم إفراز كميات صغيرة منه فقط، وهو ملائم بشكل تام لاحتياجات الطفل في أيامه الأولى. مع حلول اليوم الرابع بعد الولادة، تحس الأم بامتلاء الصدر وبحالة من عدم الارتياح. هذا شعور طبيعي، وهو يختفي في غضون عدة أيام. يكون الحليب الناضج أقل كثافة وتركيزا، ويكون لونه شفافاً مائلا إلى الأبيض، الأمر الذي يجعل العديد من الأمهات يعتقدن بشكل خاطئ أن الحليب فاسد وغير ملائم للطفل. من المهم أن تعرفوا أن الحليب قد يكون بعدّة ألوان.

تشير العلامات الحمراء على الثدي، الآلام، وارتفاع الحرارة الموضعي، لاحتقان الثدي. تصعب هذه الحالة على الطفل عملية الرضاعة، وهي تستلزم العلاج الفوري، ذلك أن الاحتقان قد يتطور ويصبح التهابا. يجب وضع كمادات على الثدي بين الوجبات، وكذلك عدم الإكثار من شفط الحليب، إذ ينبغي إطعام الطفل بحسب حاجته، كما ينبغي تفريغ الثدي أثناء الرضاعة. وطبعا من المفضل تغيير وضعية الطفل أثناء الرضاعة حتى يستطيع الطفل إفراغ الثدي من كل الاتجاهات.
من الممكن أن يؤدي استخدام حلمات السيليكون إلى تقليص كمية الحليب التي يتم إنتاجها، وذلك لأن ملامسة فم الطفل للثدي تساهم بشكل كبير في تحفيز إنتاج الحليب.

مع ذلك، وإذا قررت استخدام الحلمة، فلا بد من أن تقومي بالاستعانة بمستشارة الرضاعة، لتنصحك بحجم وشكل الحلمة التي عليك استخدامها.
لا داعي لتجنب أنواع معينة من الطعام خلال فترة الرضاعة. معظم الأطفال يبدؤون بالشكوى من الآم البطن والغازات بعمر الشهر الأول تقريبا، دون علاقة بنوعية غذاء الأم. إذا شككت بأن هنالك نوعية أكل معينة تزيد من الآلام، حاولي ألا تتناوليها لبضعة أيام،  وراقبي إن كان قد طرأ تحسن ما. إذا لم يطرأ تحسن، فإن نوعية الأكل هذه ليست هي المسبب على الأغلب.

بالمقابل, ينبغي التشديد على اتباع نظام غذائي يشتمل على جميع العناصر الغذائية، بما في ذلك الفاكهة والخضار التي تحتوي على الفيتامينات. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن تعرفي أن الحلبة مفيدة جداّ في زيادة إنتاج الحليب. يجب المحافظة على شرب 10 كؤوس من الماء في اليوم على الأقل والامتناع عن شرب الكحول. إذا كان الحديث يدور عن حدث هام، ورغبت كثيرا بتناول الكحول لمرة واحدة، فمن المفضل أن تقومي بشرب كمية محدودة مباشرة بعد الإرضاع. يوصى بعدم المبالغة بشرب القهوة، كي لا يؤدي الأمر لزيادة التنبيه (بسبب المنبهات والكافيين) لدى الطفل.

بشكل عام، يوصى بالامتناع عن التدخين، لكن هذه التوصية تكون أكثر حدّة عند الحديث عن فترة الرضاعة، خصوصا زأنه بوسع المواد السامة أن تصل إلى الطفل عبر الحليب. إذا لم يكن بإمكانك الإقلاع عن التدخين بشكل كلي، فقومي بالتدخين بعيداً عن الطفل، وبعد الرضاعة مباشرةً، كي يقوم جسمك بالتخلص من المواد السامة قبل حلول موعد الرضاعة القادم.

يوصي المختصون بإرضاع الطفل بشكل كامل إلى حين بلوغه سن الـ 4 أشهر. في هذه السن، من المحبذ البدء بإطعامه قليلا (ملعقتين صغيرتين مرتين في اليوم) من الأغذية مثل الأسماك، البيض، اللحم، والفاكهة. عند وصوله لجيل نصف سنة، يوصى بإطعامه وجبات تحتوي على عناصر غذائية مكملة إلى جانب الرضاعة.
كيف نتعامل مع مصاعب الرضاعة؟
إحدى المشاكل الشائعة التي تنجم عن الرضاعة هي التشققات والجروح في الحلمات. تكون معظم هذه التشققات ناتجة عن إمساك الطفل بشكل غير صحيح للثدي، وبالأساس بسبب عدم تعليم الأم له بشكل صحيح. من أجل تجنب حدوث هذه المشكلة، قمنا بجمع عدد من النصائح التي قد تساعد الأمهات الجدد على الحد من احتمالات تعرض الحلمات للإصابة خلال فترة الرضاعة:

- على الأم المرضعة أن تجلس بطريقة مريحة، مع وجود دعم جيد للظهر.

- على أرجل الأم أن تكونا على الأرض، وألا تكونا في الهواء. إذا لم تصلا إلى لأرض, ينبغي الاستعانة بمقعد أو بأي شيء آخر لدعمهما.

- يجب الإمساك بالطفل بطريقة تجعل بطنه قريباً من الأم، على أن تكون رأسه ومؤخرته بخط مستقيم.

- يجب الانتظار حتى يفتح الطفل فمه، وعندها فقط، تقوم الأم بتقريب ثديها من الطفل، بحيث تدخل معظم هالة الحلمة (الجزء الذي يحيط بالحلمة - Areola) لفم الطفل.

- يجب أن تكون ذقن الطفل قريبة من الثدي والشفتين متجهتين إلى الخارج.
كيف نعرف أن الطفل يحصل على كمية كافية من الحليب؟

- يجب أن يترك الطفل الذي عمره 5-6 أيام أو أكثر ما بين 5 و 6 حفاضات رطبة في اليوم، كما ينبغي أن يتبرز ما بين 3 و 4 مرات، على أن يكون برازه أصفر اللون، ويكون ملمسه قريبا من ملمس "الجبن القريش".

- من المؤكد أن الطفل الذي يكون هادئاً بين الوجبات، هو طفل يشعر بالشبع.

- يجب البدء بمتابعة وتيرة زيادة وزن الطفل بعد مرور 3-4 أيام على مغادرته للمستشفى.

- حتى سن الـ 10 أيام، على الطفل أن يعود لوزنه الأصلي الذي كان فيه يوم الولادة، والذي ينخفض عادة بنحو 7% بعد الولادة.
تلخيصا للموضوع: أهم ما يجب عليك الاهتمام به قبل الولادة بفترة قصيرة، هو أن تعرفي من هو الشخص الذي سيقدم لك المساعدة والمعونة خلال الفترة الأولى التي تلي الولادة. هكذا، يكون بوسعك أن تقدمي كل ما لديك للطفل، وأن ترضعيه في كل لحظة يحتاج فيها لذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق